النص الأول/ العفو العظيم

فِـي السَّنة الثامنةِ مِن الهجْرةِ دَخَلَ النبي r "مَكَةَ " فَاتِـحًا مُنتَصرًا ، وَأَمَامَ الكَعْبةِ الْـمُشَرفةِ وَقَفَ جَميعُ أَهْلِ "مَكَةَ"، وَقَدْ امْتَلأَتْ قُلُوبُـهُم رُعْبــًا وَهَلَعًا، وَهُم يُفكِرونَ فِـي حَيْرةٍ وَقَلَقٍ فِيْمَا سَيَفْعَلُه مَعَهُم رَسُولُ اللهِ r بَـعْدَ أّن تَـمَكَّنَ مِنْهُم، وَنَصَرهُ اللهُ عَلَيهِم، وَهم الَّذيْن آذَوه، وَأَهَاُلوا الـتُّـرَابَ عَلَى رَأَسِهِ الشَّريفِ وَهُو سَاجِدٌ لِربِّهِ، وَهُم الَّذينَ حَاصَرُوهُ فِـي شعْبِ أَبِـي طَالِبٍ ثَلاثَ سِنِين، حَتَّى أَكَلَ هُو وَمَن مَعَهُ وَرَقَ الشَّجَرِ، بَلْ وَتَآمَرُوا عَلْيهِ بِالْـقَتلِ r، وَعَذَّبُوا أَصْحَابَهُ أَشَدَّ العَذَابِ، وَسَلَبُوا أَمْوَالَـهُم وَدِيَارَهُم، وَأَجْلُوهُم عَن بِـلادِهِم.

لَكِنَّ الـرَّسُولَ صَلَّى الله عَليْهِ وَسَلَّم كَانَ قَلْـبُه رَحِيْـمًا مُـمْـتَـلِــئًا إِيـمَانًا، فَـقَابَل كُلّ تِلْكَ الإِسَاءَات بِالعَـفُو وَالـرَّحْـمَة وَالْـحِلْم قَـائِلاً: "يَا مَعْشَر قُرَيْش، مَا تَـرَوْنَ أَنِّى فَـاعِل بِكُم؟ قَالُوا: خَـيْرًا، أَخٌ كَـريْمٌ وَابنُ أَخٍ كَريْم، فَـقَالَ: "اذهبوا فأنتم الطلقاء ".

كان دخول النبي الله إلى مكة في السنة:

السادسة.
السابعة.
الثامنة.
التاسعة.